الثقة بالنفس هي أساس نمو الطفل السليم؛ تمنحه الشجاعة لتجربة أشياء جديدة، وتدعمه عند مواجهة الفشل، وتُسهل عليه تكوين علاقات صحية. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال يولدون بطبيعة أكثر جرأة، فإن غالبية الأطفال يبنون ثقتهم تدريجيًا — والعادات اليومية التي يرسخها الأهل تلعب دورًا محوريًا في ذلك.
أصبحت الأجهزة الرقمية جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال اليومية؛ من الهواتف والأجهزة اللوحية إلى الحواسيب والتلفاز. ورغم أن هذه الأدوات تفتح آفاقًا واسعة للتعلم والترفيه، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للأطفال. من هنا تأتي أهمية تنظيم استخدام الشاشات للأطفال لإيجاد توازن صحي بين الوقت الرقمي والأنشطة الأخرى.
في السنوات الأخيرة، بدأ مصطلح التربية الإيجابية يلقى رواجًا متزايدًا في مجتمعاتنا العربية. فمع تطور الأبحاث التربوية والنفسية، أصبح من الواضح أن أساليب العقاب القاسي والصراخ المستمر لا تبني شخصية قوية، بل قد تزرع الخوف والضعف في نفس الطفل. على العكس، التربية الإيجابية تقوم على الحب، والاحترام، والتواصل، مع وضع حدود واضحة تساعد الطفل على النمو بشكل صحي ومتوازن.
يُعدّ التفكير من أهم القدرات الإنسانية التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات، فهو الأداة التي تمكنه من مواجهة المواقف وحل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة. وتزداد أهمية تنمية مهارات التفكير في مرحلة الطفولة، حيث تُعتبر هذه المرحلة حجر الأساس لتشكيل شخصية الطفل وصقل قدراته العقلية والمعرفية. فكلما حصل الطفل على تدريب وتوجيه صحيحين في التفكير، أصبح أكثر قدرة على الإبداع والتحليل والنقد في مراحل حياته اللاحقة.